بالندب إلى افتتاح الأمور المهمة بهما، افتتح الناظم رحمه الله نظمه هذا بهما، فقال بعد التيمن بالبسملة:
((الحمد لله) لا أبغى به بدلا ... حمداً يبلغ من رضوانه الأملا)
الحمد: هو الثناء باللسان على المحمود بصفاته الجميلة في مقام التعظيم، والله سبحانه: علم للذات الواجب الوجود المعبود بحق المستحق لجميع المحامد، وبغيت الشيء أبغيه بُغية وبِغية بالضم والكسر وبُغا بالقصر بُغاء بالمد مع الضم فيهما: أي طلبته، وبدل الشيء: عوضه، وبلغت الشيء بالتشديد وأبلغته أي أوصلته وبهما قرئ {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي}[الأعراف: ٦٨] والرضوان: بمعنى الرضى، يقال: أرضى عنه وعليه رضاً ورضواناً بكسر الراء وضمها، وبهما قرئ أيضاً، والأمل: الرجاء، يقال أملت الشيء مخففاً آمله بمد الهمزة كأكلت الشيء آكله، وأمّلته بالتشديد أؤمله أي رجوته: وقوله (لا أبغى به بدلا) في موضع النصب؛ إما على أنه وصف لمصدر محذوف أي حمداً لا أبغى به بدلا، والضمير للحمد، أي بل لما تستحقه ذاته المقدسة من التعظيم. وإما على الحال من فاعل الحمد المفهوم من قوله الحمد لله، لأنه بمعنى أحمد الله، أي غير طالب بحمدي له عوضا. ويجوز عود الضمير إلى الله سبحانه أي غير مستبدل به إلهاً غيره. وحمداً المصرح به المنصوب على المصدر، والعامل فيه الحمد، ويبلغ في موضع النعت له.
ثم لما كان شكر الوسائط في إيصال الخيرات مأموراً به شرعاً، وإن كان المنعم الحقيقي هو الله تعالى ثلث الناظم رحمه الله بالصلاة على أكبر الوسائط بين العباد ومعبودهم في إيصال كل خير ودفع كل ضير، وهو الرسول