للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنحو جل مثل جلاً، وهبت الريح، وذرت الشمس، وسخ المطر، وخش عليه وغل أي دخل فيهما، وجن الليل ورش المزن وثل أي راث، وكم النخل: إشكال؛ فإنها وإن استعملت في مثل هذا التركيب لازمة- أصلها التعدي من قولهم: جل البعير يجله؛ إذا التقطه، وكأن القوم عند جلائهم التقطوا أمتعتهم، ثم حذفوا المفعول، لأنه فضلة. ومن هبة من النوم، وكأن الريح هبت الأشجار الساكنة؛ أي حركتها، ومن ذر الملح وغيره، وكأن الشمس ذرت شعاعها، ومن سححت الماء، ومن خش متاعه وغله؛ أي أخفاه وأدخله في شيء، ومن جنه الليل: ستره، ومن رش المكان، أي أبله، وكأن المزن رش الأرض، ومن ثل التراب، أي صبه، وكأن الحيوان ثل روثه، ومن كممت الشيء؛ أي سترته، وكمام الطلعة الخف (بالضم وعاء الطلع) الساتر لها. فهذه العشرة أصلها التعدي، ثم طرأ عليها اللزوم في إسنادها إلى هذه الأشياء فاستصحب الضم فيها، والعجب أنهم عدوها من اللازم ولم يعدوا ذب عنه بالمعجمة يذب: أي دفع، ونص له على كذا ينص؛ أي عينه له وأظهره، وغض من طرفه يغض، وكذا من صوته وقدره، وحط بالمكان يحط أي نزل، وخط بالقلم يخط؛ أي كتب، وحف القوم به يحفون؛ أي أحدقوا، وصفوا يصفون؛ أي وقفوا صفوفاً، وعق عن وعده يعق، وحل بالمنزل يحل، ومن الله عليه يمن، ولا شك أن هذه العشرة مشهورة الاستعمال متداولة في مثل هذا الإسناد غير معداة فيه، وقد التزموا فيها الضم، ولكن أصلها التعدي من قولهم: ذب عنه الذباب يذبه، ونص الشيء، أي رفعه وغض طرفه، وحط رحله، وخط رسالته، وحفه يحفه، ومنه (وحففناهما بنخل) وصف قدميه،

<<  <   >  >>