" سيكون في أمتي اختلاف ": يحتمل أن يكون المراد به: أهل اختلاف وفرقة, ويكون المعنى بهم: قوم صفتهم وحالهم ما ذكر, ويكون (قوم) بدل منه, وأن يكون المراد به نفس الاختلاف, أي: سيحدث فيهم اختلاف وتفرق, ويكون من فرقهم فرقة هذا شأنهم.
و" القيل " والقال والقول واحد.
وقوله:" لا يجاوز تراقيهم " أي: لا يجاوز أثر قراءتهم عن مخارج الحروف والأصوات, ولا يتعدى إلى القلوب والجوارح, فلا يعتقدون وفق ما يقتضي اعتقادا ولا يعلمون بما يوجب عملا.
" يمرقون من الدين " أي: يخرجون منه خروج السهم من الرمية, وهي الصيد الذي ترميه, فعيلة بمعنى مفعول, والتاء فيه لنقل اللفظ من الوصفية إلى الاسمية, شبه دخولهم في الدين وخروجهم منه من غير توقف وتمسك بشيء من علائقه بمروق السهم فيما يرمى به من غير حاجز يحجزه وحائل يتشبث به.
" لا يرجعون حتى يرتد على فوقه " أي: لا يرجعون إلى الدين حتى يرتد السهم إلى جانب رأسه, و (الفوق): المشقوق من رأس السهم, الذي يوضع فيه الوتر, علق رجوعهم إلى الدين بما يعد من المستحيلات, مبالغة في إصرارهم على ما هم عليه, وحسما للمع في رجوعهم إلى الدين, كما قال تعالى: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل