مسلم مقيم بين أظهر المشركين " قالوا: يا رسول الله! قال: " لا تتراءى ناراهما "
" وفي حديث جرير بن عبد الله البجلي: أنه – عليه الصلاة والسلام – قال: لا تتراءى ناراهما ".
أي: ينبغي أن لا يسكن مسلم حيث سكن كافر, ولا يدنو منه بحيث تتقابل ناراهما, وتقرب إحداهما من الأخرى حتى يرى كل منهما نار الآخر, فنزل رؤية الموقد منزلة رؤيتها إن كان لها, أو أطلق الترائي بمعنى التقابل والتقارب, لأنه مستلزم لهما.
ونظيره قولهم: دور متناظرة.
والمراد به: المنع عن مساكنة الكفار, والإقامة في بلادهم.
وقيل: أراد بالنار نار الحرب, أي: هما على طرفين متباعدين, فإن المسلم يحارب لله ورسوله مع الشيطان وحزبه, ويدعو إلى الله بحربه, والكافر يحارب الله ورسوله, ويدعو إلى الشيطان, فكيف يتفقان ويصلح أن يجتمعا؟
ويحتمل أن يكون الضمير للإسلام والكفر, والمعنى: أنهما متضادان متنافيان, لا يمكن أن يتقاربا فضلا عن أن يجتمعا, فينبغي لأهلهما أن يتباعدا ولا يتقاربا.