من الجزاء بمعنى المكافأة, لأنهم يجزون بها من من عليهم بالإعفاء عن القتل والإذن في إقامة دار الإسلام, والمراد بها هاهنا: ما يضرب على أراضيهم باسم العشور بدل الجزية.
و" الاستقالة ": طلب الإقالة والسعي فيها.
و" الصغار " بالفتح: الذل, وقد يطلق على الجزية, لاستلزامها الذل.
والمعنى: أن من أخذ منهم أرضا بخراجها المقنن عليها ليتحمله عنهم, وكأنه استقال هجرته, لأنه فعل ما يناقض مقتضى الهجرة, وينافي موجبها, لأن الهجرة توجب استحقاق أخذ الخراج والمطالبة, فإذا أقام المهاجر نفسه مقام الذمي, والتزم أداء ما كان عليه, ينعكس أمره, فيصير كالمستقيل من هجرته, ومن تكفل جزية كافر وتحمل عنه صغاره, فكأنه ولى الإسلام من حيث إنه بدل إعزاز الدين بالتزام ذل الكفر وتحمل صغاره.
وللعلماء في صحة ضمان المسلم عن الذمي بالجزية خلاف, ولمن منع أن يتمسك بهذا الحديث.
...
٨٥٢ – ٢٦٧٢ – عن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم, فاعتصم ناس منهم بالسجود, فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل, وقال: " أنا بريء من كل