للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون, فمن أنكر فقد بريء, ومن كره فقد سلم, ولكن من رضي وتابع! قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا ".

" تعرفون وتنكرون " صفتان لـ (أمراء) والراجع فيهما محذوف, أي: تعرفون بعض أفعالهم, وتنكرون بعضها, يريد أن أفعالهم يكون بعضا حسنا وبعضها قبيحا, فمن قدر أن ينكر عليهم قبائح أعمالهم وسماجة حالهم, وأنكر فقد برئ عن المداهنة والنفاق, ومن لم يقدر [على] ذلك ولكن أنكر بقلبه, وكره ذلك, فقد سلم من مشاركتهم في الوزر والوبال, ولكن من رضي بفعلهم بالقلب, وتابعهم في العمل, فهو الذي شاركهم في العصيان, واندرج معهم تحت اسم الطغيان, حذف الخبر لدلالة الحال وسياق الكلام على أن حكم هذا القسم ضد ما أثبته لقسيمه, وإنما منع عن مقاتلتهم ما داموا يقيمون الصلاة التي هي عماد الدين, وعنوان الإسلام, والفاروق بين الكفر والإيمان, حذرا من هيج الفتن واختلاف الكلمة, وغير ذلك مما يكون أشد نكاية من احتمال نكرهم والمصابرة على ما ينكرون منهم.

٨٨٨ - ٢٧٦٣ - عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها " قالوا: فما تامرنا يا رسول الله؟ قال: " أدوا إليهم حقهم, وسلوا الله حقكم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>