(الميتة) و (القتلة) بالكسر: الحالة التي يكون عليها الإنسان من الموت والقتل, والمعنى: أن من خرج عن طاعة الإمام, وفارق جماعة الإسلام, وشذ عنهم, وخالف إجماعهم, ومات على ذلك, فقد مات على هيئة كانت يموت عليها أهل الجاهلية, لأنهم ما كانوا يرجعون إلى طاعة أمير, ولا يتبعون هدي إمام, بل كانوا مستنكفين عنها, مستبدين في الأمور, لا يجتمعون في شيء, ولا يتفقون على رأي.
" ومن قاتل تحت راية عمية " أي: مجهولة, لا يعرف أنها رفعت لإعلاء الحق وإظهار الدين, أو لأن الأمريخالف ذلك, ولم يكن له في ذلك غرض وى داع سوى العصبية, فاتفق أن قتل, فقتله على حالة كانت يقتل عليها أهل الجاهلية, فإن تقاتلهم لم يكن إلا كذلك, ولا ينبغي للمؤمن أن يقاتل, ولا أن يخاصم, إلا لإعلاء كلمة الله, وإظهار دينه, و" قتلة " خبر مبتدأ محذوف, والجملة خبر (من) , والفاء فيه لتضمن المبتدأ معنى الشرط.
...
٨٨٧ - ٢٧٦٢ - عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون, فمن أنكر فقد بريء, ومن كره فقد سلم, ولكن من رضي وتابع " وقالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: " لا, ما صلوا, لا, ما, صلوا " يعني: من كره بقلبه وأنكر بقلبه ".