أحدهما: أن كون حكاية سمعها جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم , فحكاه.
وثانيها: أن يكون إخبارا عما شاهده هو بنفسه , وانكشف له.
و (قول بعضهم: إنه نائم , وقول يعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان) مناظرة جرت بينهم , بيانا وتحقيقا لما أن النفوس القدسية الكاملة لا يضعف إدراكها بضعف الحواس واسترخاء الأبدان.
وقوله: (مثله كمثل الرجل) معناه: أن قصته كهذه القصة عن آخرها ,لا أن حاله كحال الرجل , فإنه في مقابله الداعي دون الباني.
و"المأدبة ": طعام الدعوة ,من: أدب القوم يأدبهم - بالكسر - أدبا , وآدابهم إيدابا , إذا دعاهم إلى طعامه.
وقوله:"أولوها له " أي: فسروا الحكاية , والتمثيل لمحمد ,من (أول تأويلا) ,إذا فسر بما يؤول إليه شيء , والتأويل في اصطلاح العلماء: تفسير اللفظ بما يحتمله احتمالا غير بين.
والفاء في "فمن أطاع محمدا " فاء السببية ,أي: لما كان الرسول يدعوهم إلى الله بأمره , وهو سفير من قبله ,فمن أطاعه فقد أطاع الله , ومن عصاه فقد عصى الله.
وقوله:" محمد فرق بين الناس " روي بالتشديد: على صيغة الفعل , وبالسكون: وهو مصدر وصف به للمبالغة كـ (الصوم) و (العدل) أي: هو الفارق بين المؤمن والكافر , والصالح والفاسق ,