رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الفتح, وضعفه ظاهر, وقيل: لا حد لها, وإن تقدير مدتها موكول إلى رأي الإمام واقتضاء الحال, هذا إذا كان ضعف, وأما في حال القوة فيجوز الصلح إلى أربعة أشهر, لقوله تعالى:{فسيحوا في الأرض أربعة أشهر}[التوبة:٢] , ولأنه -عليه الصلاة والسلام - جعل لصفوان بعد فتح مكة سير أربعة أشهر, ولا يجوز أن يهادنهم سنة بلا جزية, وفيما بينهما خلاف, والأصح المنع.
وقوله:"أن بيننا عيبة مكفوفة" أي: صدرا نقيا عن الغل والخداع, مطويا على حسن العهد والوفاء.
و (العيبة): تستعار للقلوب والصدور من حيث إنها مستودع الأسرار كما أن العياب مستودع الثياب والمتاع, وقيل: معناه: أن يكون بيننا موادعة ومصادقة تكون بين المتصادقين المتشاورين في الأمور, فيكون كل منا صاحب مشورة الآخر وعيبة سره.
ونظيره قوله عليه الصلاة والسلام:"الأنصار كرشي وعيبتي", وقيل: معناه: على أن يكون ما سلف منا في عيبة مكفوفة, أي: مشروحة مشدودة, لا يظهره أحد منا ولا يذكره قال الله تعالى:{عفا الله عما سلف}[المائدة:٩٥].
وقيل: على أن يكون بيننا كتاب الصلح يحفظه ولا يضيعه, كالشيء المضبوط في العيبة المشدودة.