رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أموالهم وقال: نقركم على ما أقركم الله, وقد رأيت إجلاءهم, فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين! أتخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الأموال؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة, فقال: هذه كانت هزيلة من أبي القاسم. فقال: كذبت يا عدو الله, فأجلاهم عمر, وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحيال وفير ذلك.
"وفي حديث ابن عمر: فلما أجمع عمر على ذلك"
أي: صمم العزم واتفق آراؤه على إجلاء يهود خيبر, والإجماع والإزماع تصميم العزم.
"وفيه: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم": هزيلة: تصغير هزلة, وهي المرة من الهزل الذي هو نقيض الجد.
...
١٠٢٧ - ٣٠٩٢ - عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاثة قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب, وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم, قال ابن عباس: وسكت عن الثالثة, أو قال: فأنسيتها.
"وفي حديث ابن عباس: وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم"