وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء: جزءين بين المسلمين, وجزءا نفقة لأهله, فما فضل عن نفقة أهله جعله بين الفقراء المهاجرين.
"وفي حديثه الآخر: وكانت حبسا لنوائبه"
"الحبس": - بالضم - ما حبس ووقف, وبالكسر: خشب أو حجر يوضع في مجرى الماء ليحبسه فيشرب منه الناس والدواب وكان الأول للمفعول, والثاني للفاعل والذي في الحديث مضموم.
"وفيه: وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء: جزأين بين المسلمين, وجزءا نفقة لأهله, فما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين"
إنما فعل ذلك لأن خيبر كانت قرى كثيرة فتح بعضها عنوة, وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الخمس, وفتح بعضها صلحا من غير قتال وإيجاف خيل وركاب, فكان فيئا حاصلا له على ما سبق بيانه فاقتضت القسمة والتعديل أن يكون جميعها بينه وبين الجيش أثلاثا.
وقد روي عن سهل بن أبي حثمة أنه عليه الصلاة والسلام قسم خيبر نصفين: نصفها لنوائبه ولحاجته, ونصفها قسم بين المسلمين.
وقد روى بشير بن يسار عن رجال من الصحابة مثله, وهو الأصح, وكان من قسمه الكتيبة والوطيحة والسلاليم وتوابعها.