للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأيت الجيش بعيني , وإني أنا النذير العريان , فالنجاء النجاء , فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا , فانطلقوا على مهلهم , فنجوا , وكذبت طائفة منهم , فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم , فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به من الحق , ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ".

"عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما "الحديث.

(المثل): الصفة العجيبة ,وهو في الأصل بمعنى المثل , الذي هو النظير , ثم استعير للقول السائر الممثل مضربه بمورده , وذلك لا يكون إلا قولا فيه غرابة , ثم استعير لكل ما فيه غرابة من قصة وحال وصفة ,قال الله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون} [الرعد:٣٥] ,وقال: {ولله المثل الأعلى} [النحل:٦٠] ,أي: صفتي وصفة ما بعثني الله به العجيب الشأن كصفة رجل أتى قوما وشأنه.

و"النذير العريان":مثل سائر يضرب لشدة الأمر ودنو المحذور وبراءة المحذر عن التهمة , وأصله: أن الرجل إذا رأى العدو ,وقد هجمت على قومه , وأرادت أن تفاجئهم , وكان يخشى لحوقهم عند لحوقه تجرد عن ثوبه ,وجعله على سائر خشبة وصاح , ليأخذوا حذرهم ويستعدوا قبل لحوقهم.

و"النجاء " بالمد: مصدر (نجا) إذا أسرع يقال: ناقة ناجية ,أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>