وقوله:"إنما هو مؤمن تقي" ... إلى آخره إشارة إلى علة المنع من التفاخر, ومعناه: أن الناس سواء باعتبار النسب والأصل, فإن أباهم آدم, ومادتهم الأصلية التي خلقوا منها هي التراب, وإنما التفاوت فيما بينهم باعتبار ما هم عليه من الإيمان والكفر والصلاح والفسق.
...
١٢٤٥ - ٣٨١٦ - وعن مطرف قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا, فقال:"السيد الله", فقلنا: وأفضلنا فضلا, وأعظمنا طولا, فقال:"قولوا قولكم, أو بعض قولكم, ولا يستجرينكم الشيطان"
"وفي حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري, عن أبيه: "قولوا قولكم, ولا يستجرينكم الشيطان"
أي: دعوا المدح, وذروا التكلف, وقولوا القول الذي جئتم لأجله, أو قولكم المعتاد المسترسل فيه على السجية دون المتعمد للإطراء, والتزيد في البناء.
و"لا يستجرينكم الشيطان" أي: لا يتخذنكم كالأجرياء في طاعتكم له, واتباعكم خطواته, يقال: استجريت جريا وتجريته, أي: اتخذت وكيلا, مأخوذ من (الجري) , لأنه يجري مجرى موكله.