"عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم: لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا, إنما هم فحم من جهنم, أو ليكونن أهون عند الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه, إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية"
"أو" هاهنا للتخيير والتسوية, والمعنى: أن الأمرين سواء في أن يكون حال آبائهم الذين يفتخرون بهم, وأنت مخير في توصيفهم بأيهما شئت.
و (الدهدهة): الدحرجة.
و (الخراء):العذرة.
و"عبية الجاهلية": الكبر والتفاخر بالآباء, وقيل: المراد بها ما كان لهم من عادات المكروهة, يقال: فلان فيه عبية بضم العين وكسرها, إذا كان فيه نخوة وتجبر, والضم أشهر, وهي إما أن تكون (فعلية) من (عباب الماء) , وهو زخيره وارتفاعه, أو (فعولة) منه -كـ (العمية) من (العمم) , وهو الطول -إلا أن اللام فيها قلبت ياء- كما قلبت في: تقضي البازي, أو من (عباه) , إذا هيأه, لأن المتكبر ذو تصنع وتعبية, بخلاف من يكون مسترسلا على سجيته, ونظيرها صيغة ومعنى (الأبية) , وهي إما من (الإياب) بمعنى: العباب, أو (الإباء) بمعنى: الامتناع.