والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة" فقال أعرابي: حدثنا يا رسول الله! من هم؟ فقال: "هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى, لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها, ولا دنيا يتباذلون بها, يتحابون بروح الله, يجعل الله وجوههم نورا, وتجعل لهم منابر من نور قدام عرش الرحمن, يفزع الناس ولا يفزعون, ويخاف الناس ولا يخافون"
"عن أبي مالك الأشعري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله عبادا ليسوا بأنبياء, ولا شهداء, يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة, فقال أعرابي: حدثنا يا رسول الله من هم؟ فقال: هم عباد من عباد الله, من بلدان شتى وقبائل شتى, لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها, ولا دنيا يتباذلون بها, يتحابون بروح الله, يجعل الله وجوههم نورا, وتجعل لهم منابر من نور قدام الرحمن, يفزع الناس, ور يفزعون, ولا يخاف الناس, ولا يخافون"
لكل ما يتحلى به الإنسان ويتعاطاه من علم وعمل فإن له عند الله منزلة, لا يشارك فيه صاحبه من لم يتصف بذلك, وإن كان له من نوع آخر ما هو أرفع قدرا وأعز ذخرا, فيغبطه بأن يتمنى ويحب أن يكون له مثل ذلك, مضمونا إلى ما له من المراتب الرفيعة والمنازل الشريفة, وذلك معنى قوله: "يغبطهم النبيون والشهداء" فإن الأنبياء قد استغرقوا فيما هو أعلى من ذلك, من دعوة الخلق, وإظهار الحق, وإعلاء الدين, وإرشاد العامة, وتكميل الخاصة, إلى غير ذلك من كليات أشغلتهم