للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يا رسول الله! الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه". قلت: بعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة عمياء صماء, عليها دعاة على أبواب النار, فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم"

"في حديث حذيفة: تكون إمارة على أقذاء, وهدنة على دخن"

أي: إمارة مشوبة بشيء من البدع وارتكاب المناهي, وصلح مع خداع وخيانة ونفاق.

"وفيه: وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة"

أي: إن لم يكن لله في الأرض خليفة, فعليك بالعزلة والصبر على مضض الزمان, والتحمل لمشاقه وشدائده.

وعض جذل الشجر –وهو أصله- كناية عن مكابدة الشدائد, من قولهم: فلان يعض بالحجارة لشدة الألم, ويحتمل أن يكون المراد منه أن ينقطع عن الناس, ويتبوأ أجمة, ويلزم أصل شجرة, إلى أن يموت, أو ينقلب الأمر, من قولهم: عض الرجل بصاحبه: إذا لزمه ولصق به, ومنه: "عضوا عليها بالنواجذ"

وقيل: هذه الجملة قسيم قوله: "فأطعه", ومعناه: إن لم تطعه أدتك المخالفة إلى ما لا يستطيع أن تصبر عليه.

ويدل على المعنى الأول قوله في الرواية الأخرى: "فتنة عمياء

<<  <  ج: ص:  >  >>