"وفيه: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما, يوم كسنة, ويوم كجمعة, وسائر أيامه كأيامكم"
لعل تفاوت هذه الأيام لا يكون تفاوتا حقيقا راجعا إلى أمر داخل فيها, وإنما يكون شيئا يتخيله الناس:
إما بسبب ما يكابدون فيها من صنوف الشدائد وأنواع البلايا على اختلاف أحوالها.
وإما بسبب شعبذة الدجال وتمويه عليهم, فيضرب بأبصارهم حتى يغفلوا عن تعاقب الظلمة والضياء, واختلاف الليل والنهار, فيخيل إليهم أن الزمان مستمر على حاله, وأن اليوم الذي كانوا فيه باق على قراره.
وهذا التأويل أقرب إلى قوله عقيب ذلك: "قلنا: يا نبي الله! فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم, قال: لا, اقدروا له قدره" أي: قدروا لوقت الصلاة قدره الذي كان له في سائر الأيام كمحبوس اشتبه عليه الوقت.
"وفيه: فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى, وأسبغه ضروعا, وأمده خواصر"
(السارحة): السائمة, من: سرحت الشاة بنفسها سروحا, و (الذرى): جمع ذروة, وهو أعلى شيء, و (الخواصر): جمع خاصرة, ومدها كناية عن الامتلاء, وكثرة الأكل.