اقتلوه, فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه, فينطلقون به إلى الدجال, فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: فيأمر الدجال الناس به فيشبح, فيقول: خذوه وشجوه, فيوسع ظهره وبطنه ضربا, قال فيقول: أما تؤمن بي؟ قال فيقول: أنت المسيح الدجال الكذاب, قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه, قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين, ثم يقول له: قم, فيستوي قائما, ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل هذا بعدي بأحد من الناس, قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا, فلا يستطيع إليه سبيلا, قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به, فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار, وإنما ألقي في الجنة". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين".
"وفي حديث أبي سعيد: يخرج الدجال, فيتوجه قبله رجل من المؤمنين, فتلقاه المسالح مسالح الدجال"
"المسالح": جمع مسلحة: وهي قوم ذو سلاح, ولعل المراد به هاهنا مقدمة جيشه, وأصلها: موضع السلاح, ثم استعمل للثغر, فإنه تعد فيه الأسلحة, ثم للجند المترصدين, ثم لمقدمة الجيش, فإنهم من الجيش كأصحاب الثغور ممن وراءهم من المسلمين.