ذات الشمال فأقول: أصحابي, أصحابي, فيقول: إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم, فأقول كما قال العبد الصالح:{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} , إلى قوله:{العزيز الحكيم}.
"وفي حديث ابن عباس: إنكم محشورون حفاة عراة غرلا, ثم قرأ:{كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا} "
(الحفاة): جمع حاف, وهو الذي لا نعل له.
و (الغرل): جمع أغرل, وهو الأقلف, وكذلك الأرغل.
قيل: تخصيصه بهذه الكرامة لأنه أول من عري في سبيل الله للإهلاك من النبيين, وذلك حين أريد إلقاؤه في النار"
وقوله: "وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال": يريد بهم من ارتد من الأعراب الذين أسلموا في أيامه كأصحاب مسيلمة والأسود وأضرابهم, فإن أصحابه وإن شاع عرفا فيمن يلازمه من المهاجرين والأنصار, شاع استعماله لغة في كل من تبعه وأدرك حضرته, ووفد عليه ولو مرة.
وقيل: أراد بالارتداد: إساءة السيرة, والرجوع عما كانوا عليه من الإخلاص وصدق النية, والإعراض عن الدنيا.