المنشر إلى المحشر, ويدل عليه ما روى أبو هريرة في الحسان: أنه -عليه الصلاة والسلام- قال:"يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنفا مشاة, وصنفا ركبانا, وصنفا على وجوههم"
الصنف المشاة: المؤمنون الذين خلطوا صالح أعمالهم بسيئها, ويكونون مترددين بين الخوف والرجاء, ويرجون رحمة الله لإيمانهم, ويخافون عذابه لسوء أعمالهم, ولعلهم أصحاب اليمين.
والصنف الركبان: هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات, ويجتنبون عن السيئات, يسرعون إلى ما أعد لهم في الجنان إسراع الركبان, ولعلهم السابقون المعنى بقوله تعالى:{والسابقون السابقون* أولئك المقربون}[الواقعة:١٠ - ١١].
وقوله:"واثنان على بعير, وثلاثة على بعير": تفصيل لمراتبهم ومنازلهم في السبق وعلو الدرجة على سبيل الكناية والتمثيل, وأن تفاوتهم في المراكب بحسب تفاوت نفوسهم, واختلاف أقدامهم في العلم والعمل, فمن كان أعلى رتبة كان أقل شركة, وأشد سرعة وأكثر سياقا.
...
١٣٩٧ - ٤٢٨٧ - وقال:"إنكم محشورون حفاة عراة غرلا, ثم قرأ:{كما بدأنا أول خلق نعيده, وعد علينا إنا كنا فاعلين} , "وأول من يكسي يوم القيامة إبراهيم, وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم