"وفي حديث أبي هريرة: والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما"
"لا تضارون"بالتشديد والتخفيف: من الضرر والضير, أي: تكون رؤيته تعالى رؤية جلية بينة, لا تقبل مراء ولا مرية فيخالف فيها بعضكم بعضا ويكذبه, كما لا يشك "في رؤية أحدهما" يعني الشمس والقمر, ولا ينازع فيها, فالتشبيه إنما وقع في الرؤية باعتبار جلائها وظهورها بحيث لا يرتاب فيها, لا في سائر كيفياتها, ولا في المرئي, فإنه سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية, وعما يؤدي إليها.
وروي من طريق آخر: "لا تضامون"بالتشديد من الضم, أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض في طلب رؤيته لإشكاله وخفائه كما يفعلون في الهلال, أو لا يضمكم شيء دون رؤيته فيحول بينكم وبينها.
وبالتخفيف من الضيم, أي: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعض دون بعض, بل تستوون فيها, وأصله: تضيمون, فنقلت فتحة الياء إلى الضاد, فصارت ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها, وكذلك "تضارون" بالتخفيف.
وأما المشدد: فيحتمل أن يكون مبينا للفاعل على معنى: لا تضايرون بعضكم بالمخالفة والمجادلة في صحة الرؤية, فسكنت الراء الأولى وأدغمت في الثانية, وأن يكون مبنيا للمفعول على معنى: لا تضارون, أي: لا تنازعون في رؤيته.
"وفيه: فيلقى العبد فيقول: أي فل"