الكفرة كالخلف للمؤمنين في مقاعدهم من النار, والنائب منابهم منها.
وأيضا لما سبق القسم الإلهي بامتلاء جهنم, كان إملاؤها من الكفار خلاصا للمؤمنين, ونجاة لهم من النار, فهم في ذلك للمؤمنين كالفداء والفكاك, وهو في الأصل ما يخلص به الرهن, ويفك به.
ولعل تخصيص اليهود والنصارى بالذكر, لا شتهارهما بمضارة المسلمين, ومقابلتهما إياه في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم المقتضي لنجاته.
...
١٤٠٣ - ٤٣٠٧ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يارسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ " قالوا: لا, قال: "فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر في سحابة, قالوا: لا, قال: "فوالذي نفسي بيده, لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما, قال: "فيلقى العبد فيقول: أي فل! ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى" قال: "فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا, فيقول: فإني قد أنساك كما نسيتني, ثم يلقى الثاني, فذكر مثله, ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك, فيقول: يا رب! آمنت بك وبكتابك وبرسلك, وصليت وصمت وتصدقت, ويثني بخير ما استطاع, فيقول: هاهنا إذا, ثم يقال: الآن نبعث شاهدا عليك, ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه, ويقال لفخذه: انطقي, فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله, وذلك ليعذر من نفسه, وذلك المنافق وذلك الذي سخط الله عليه"