هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكر معنى حديث أبي سعيد رضي الله عنه غير كشف الساق, وقال: "ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم, فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته, ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل, وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم, وفي جهنم كلاليب من شوك السعدان لا يعلم قدر عظمها إلا الله, تخطف الناس بأعمالهم, فمنهم من يوبق بعمله, ومنهم من يخردل ثم ينجو, حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده, وأراد أن يخرج من النارمن أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله, أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله, فيخرجونهم, ويعرفونهم بآثار السجود, وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود, فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود, فيخرجون من النار قد امتحشوا, فيصب عليهم ماء الحياة, فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل, ويبقى رجل بين الجنة والنار, وهو آخر أهل النار دخولا الجنة, مقبل بوجهه قبل النار, فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار, قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها, فيقول: لا وعزتك, فيعطي الله ما شاء من عهد وميثاق, فيصرف الله وجهه عن النار, فإذا أقبل به إلى الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت, ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة, فيقول الله تبارك وتعالى: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك,