وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟ فقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي, وقال للنارك إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي, ولكل واحدة منكما ملؤها, فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله رجله فيها, وتقول: قط قط قط, فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا, وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا"
[باب خلق الجنة والنار]
"في حديث أبي هريرة: فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله رجله تقول: قط, قط, قط, فهنالك تمتليء"
روي هذا الحديث بعبارات مختلفة, فروي: "حتى يضع الجبار قدمه" وروي: "فيضع الرب قدمه" وروي: "حتى يضع الله رجله", واختلف في معناه: فمن قائل: إن الرواية الصحيحة هي الأولى, والمراد من (الجبار): أحد الجبابرة الذين خلقهم الله تعالى لها تنتظر النار وروده, وتلتمس دخوله, فإذا وضع هو قدمه فيها سكنت, وامتلأت به, لعظم جرمه, وفرط عتوه.
والروايتان الأخريتان لعلهما أخطأ بهما الراوي, لنقله الحديث بالمعنى حسب ما فهمه.
ومن قائل قال: المراد بـ (الجبار): هو الله تعالى, للروايتين الأخيرتين.