لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول", قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد, فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا"
"وفي حديث عائشة: أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله! كيف يأتيك الوحي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أحيانا مثل صلصلة الجرس, وهو أشد علي, فيفصم عني وقد وعيت ما قال, وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني, فأعي ما يقول".
(الصلصلة): صوت الحديد إذا حرك مرة بعد أخرى, وتداخل صوته, ولذلك قيل: هو أبلغ من الصليل.
"فيفصم عني" أي: يقلع ويقطع, من (أفصم عنه المرض) , إذا ذهب.
والمعنى: أن الوحي تارة يأتيه بأن يسمع صوتا مجردا فينتقش في النفس, ويفهم منه معنى, وتارة يستقل بحيث يتمثل له الملك, ويخاطبه خطاب الرجل الرجل, فتكون الحالة الأولى أشد على النفس وأهول, وحصول الاطلاع على الوحي والوقوف على ما هو المقصود فيها = أصعب وأعسر, فلذلك قال:"وهو أشد علي"