ما أحسسنا, فثوب بالصلاة, فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي يلتفت إلى الشعب, حتى إذا قضى الصلاة قال:"أبشروا فقد جاء فارسكم", فجعلنا ننظر إلى خلال الشجرفي الشعب, وإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فلم أر أحدا, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل نزلت الليلة؟ ", قال: لا, إلا مصليا أو قاضي حاجة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فلا عليك أن لا تعمل بعدها"
"وفي حديث سهل بن الحنظلية: فجاء فارس فقال: يا رسول الله! إني طلعت على جبل كذا, فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم اجتمعوا إلى حنين"
يقال: جاؤوا على بكرة أبيهم, أي: جاءوا بأجمعهم بحيث لم يبق منهم أحد, و"على" هاهنا بمعنى مع بكرة, وهو مثل يضربه العرب, وكان السبب فيه أن جمعا من العرب عرض لهم انزعاج, فارتحلوا جميعا ولم يخلفوا شيئا حتى إن بكرة كانت لأبيهم أخذوها معهم, فقال من وراءهم: جاؤوا على بكرة أبيهم, فصار ذلك مثلا في قوم جاؤوا بأجمعهم, وإن لم يكن معهم بكرة.