أحب أن يكون منهم, ولولا أنه من جملة من هاجر من مكة لعد من الأنصار, لفرط اتصاله بهم, واتحاده معهم.
"وفيه: الأنصار شعار, والناس دثار"
و (الشعار): الثوب الذي يلي الجسد, سمي لمماسته شعر البدن, و (الدثار): الذي يلي الظاهر, ويكون فوق الشعار.
والمعنى: إنهم أقرب الناس إلي وأدناهم مني منزلة.
"وفيه: سترون بعدي أثرة"
(الأثرة): أن تؤثر صاحبك بالشيء على غيره, والمعنى: يستأثر غيركم بحقكم في المغانم والفيء, فاصبروا على ذلك حتى تلقوني.
...
١٥٨٧ - ٤٨٧٨ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن, ومن ألقى السلاح فهو آمن" فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته, ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قلتم: أما الرجل أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته, قال: كلا! إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم, المحيا محياكم, والممات مماتكم" قالوا: والله ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله, قال:"فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم"