واستنشق وغسل وجهه وذراعيه , ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه , ثم غسل سائر جسده , ثم تنحى , فغسل قدميه , فناولته ثوبا , فلم يأخذه , فانطلق وهو ينفض يديه ".
(الغسل) بالضم: يطلق اسما للفعل المخصوص , ولما يغتسل به , وهو المراد هاهنا , وروي (غسلا) بالكسر , وهو في الأصل لما يغسل به الرأس من الخطمي ونحوه , فاستعير للماء.
و (الإفراغ): الصب.
و (الحفنة): ملء الكفين , ولا يكاد يستعمل إلا في الشيء اليابس , كذا قال الجوهري , فاستعماله في الماء مجاز , ولعلها يتجوز بها لملء كفه , فقالت: ملء كفيه , لتميط هذا الوهم.
ومن فوائد هذا الحديث الدلالة على أن الأولى تقديم الاستنجاء , وإن جاء تأخيره , لأنهما طهارتان مختلفتان , فلا يجب الترتيب بينهما , وذكر المزني في " المنثور ": أن المحدث لو قدم التوضؤ على الاستنجاء لم يصح وضوؤه , لأن بقاء ما يحدث بمنزلة حدوثه.
واستعمال اليسرى فيه.
ودلكها على الأرض مبالغة في إنقائها , وإزالة ما عبق بها.
والوضوء قبل الغسل , واختلف في وجوبه , فأوجبه داود مطلقا ,