أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويدل ذلك يدل على أنه من الحاضرين؟
والجواب عنه: أنهما لعلهما سمعاه من غيرهما , فأرسلاه , وأما (لنا) و (بنا)[ف] يحتمل أن يكون قول من روى عنه , فإنه لما سمع الحديث منه ولم يذكر من يرويه عنه ظن أنه كان من الحاضرين , [فنقله بالمعنى , وأن يكون من قوله ذكره حكاية عمن سمعه , فغفل عنه الراوي , أو أراد بالضمير الصحابة والمسلمين الحاضرين] ثمة , وإن لم يكن هو حاضرا , لكن لما كان من أهل جلدتهم حسن أن يقال:(لنا) و (بنا) , وأراد وإياكم كنا ندعي بني عبد مناف ", أراد به قومه , لأنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم , وأمثاله كثيرة في الكلام شائعة في العرف , وأما الرواية الثالثة فتحتمل التأويلين الأولين , والأول فيه أظهر , لأن مسلم ابن حجاج - رحمه الله - ذكره بإسناده عن أبي سلمة , عن أبي هريرة وروي أيضا من طريق آخر عن أبي سلمة أنه قال: حدثنا أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين , وساق الحديث إلى آخره , ولم يذكر: " بينا أنا أصلي " , والله أعلم.
وإن لم نقل بما قال الزهري , وجعلنا الحديث من مسانيدهما فتأويله أن ما صدر من الرسول - صلوات الله عليه - من الأفعال والأقوال إنما صدر عن ظنه أنه أكمل صلاته وخرج عنها , وما صدر من الجمع فلتوهمهم أن الصلاة قد قصرت , وأنهم قد خرجوا منها , وأكملوها بالركعتين , فيكون كفعل الساهي والناسي وقولهما , وذلك