٢٩٥ - ٨٨٨ - وقال:" إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه , فسددوا وقاربوا , وأبشروا , واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ".
" وقال عليه السلام: إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد " الحديث.
" الدين " في الأصل: الطاعة والجرأة , والمراد به: الشريعة , وأطلق عليها لما فيها من الطاعة والانقياد , والمعنى: إن دين الله الذي أمر به عبادة واختار لهم مبني على اليسر والسهولة , كما قال تعالى:{وما جعل عليكم في الدين من حرج}[الحج:٧٨] , وقال عليه السلام:" عليكم بالحنيفية السمحة السهلة , ولن يشاد الدين ", أي: لن يقاومه بشدة , والمشادة: التشدد.
والمعنى: إن من شدد على نفسه وتعمق في أمر الدين بما لم يوجب عليه , كما هو دأب الرهابنة وأرباب الصوامع , فلربما يغلبه ما يحمله من الكلفة , فيضعف عن القيام نحو ما كلف به , وهو معنى قوله:" إلا غلبه " , فإنه تقال أمر الدين , وقصد أن يغلب عليه بالزيادة