وفي رواية: " نحن الآخرون من أهل الدنيا , والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق ".
[باب الجمعة]
(من الصحاح):
"قال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة , بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا , وأوتيناه من بعدهم " الحديث.
" نخن الآخرون " أي: في الدنيا , و " السابقون يوم القيامة " فإن محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته يحشرون قبل سائر الأمم , ويمرون على الصراط أولا , ويقضي لهم قبل سائر الخلائق , ويتقدمون في دخول الجنة.
وقوله: " بيد أنهم " , معناه: غير أنهم , وهو رد ومنع لفضل الأمم السابقة على هذه الأمة , فإن المقتضي له اعتداد الله بهم وإنزال الكتب عليهم , وإنا وإياهم متساوية الأقدام في ذلك , غير أنهم لما تقدم زمانهم أوتوا الكتاب قبلنا , و " أوتيناه من بعدهم " , والتقدم الزماني لا يوجب فضلا ولا شرفا.
وقوله: " ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم " يعني: الجمعة , " فاختلفوا فيه , فهدانا الله له " معناه: أن الله تعالى أمر بعباده , وفرض