ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} [غافر: ٦٠].
ويروى:" الدعاء مخ العبادة".
لما حكم بأن الدعاء هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة, من حيث إنه يدل على أن فاعله مقبل بوجهه إلى الله تعالى, معرض عما سواه, لا يرجو ولا يخاف إلا منه = استدل عليه بالآية, فإنها تدل على أنه أمر مأمور به, إذا أتى به المكلف قبل منه لا محالة, وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط, والمسبب على السبب, وما كان كذلك كان أتم العبادات وأكملها.
ويقرب منه الرواية الأخرى, فإن مخ الشيء خالصه.
...
٤٥٠ - ١٥٩٩ - وقال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء, ولا يزيد في العمر إلا البر".
"وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر".
سبق في (باب الإيمان بالقدر): أن القضاء قسمان, جازم لا يقبل الرد والتعويق, ومعلق: وهو أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ما لم يرده عائق, وذلك العائق لو وجد كان ذلك أيضا قدرا مقضيا, كما روي أنه - عليه السلام - سئل, فقيل: يا رسول الله! أرأيت رقى نسترقيها, وتقاة نتقيها, ودواء نتداوى به, أيرد ذلك من قدر الله شيئا؟ قال: