للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(من الصحاح):

" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبق المفردون, قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ".

(المفرد): من فرد, إذا اعتزل وتخلى للعبادة ’ فكأنه فرد نفسه بالتبتل إلى الله تعالى, ولذلك فسر بقوله: " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " أي: سبقوا بنيل الزلفى, والعروج إلى الدرجات العلى, وإنما قالوا: " ما المفردون ". ولم يقولوا: من هم, لأنهم أرادوا فسر اللفظ وبيان ما هو المراد منه, لا تعيين المتصفين به, وتعريف أشخاصهم.

...

٤٥٤ – ١٦١٩ – وقال: " يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا ذكرني, فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ".

" وعنه: أنه – عليه السلام – قال: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبيدي بي, وأنا معه إذا ذكرني " الحديث.

(الظن): هو الاعتقاد الراجح بأحد النقيضين, وهو كالواسطة بين العلم والشك, يشارك العلم في كونه اعتقادا راجحا, ويخالف به الشك, ويشاركه في أنه مع تجويز النقيض واحتماله, ويباين العلم في ذلك, فلذلك استعير لهما, فقال تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} [البقرة: ٤٦] أي: يوقنون, فإن الظن غير كاف ولا معتبر في

<<  <  ج: ص:  >  >>