للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك, وقال: {يظنون بالله غير الحق} [آل عمران:١٥٤] , وفسر بيشكون.

والظن في الحديث: يصح إجراؤه على ظاهره, ويكون المعنى: أنا عند ظن عبدي بي, أي: أعامله على حسب ظنه بي, وأفعل به ما يتوقعه مني, والمراد: هو الحث على تغليب الرجاء على الخوف, وحسن الظن بالله كما قال – عليه السلام -: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى ".

ويجوز أن يفسر بالعلم, والمعنى: أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي, وأن ما قضيت له من خير وشر, فلا مرد له, لا معطي لما منعت, ولا مانع لما أعطيت, أي: إذا تمكن العبد في مقام التوحيد, ورسخ في الإيمان والوثوق بالله تعالى, قرب منه ورفع دونه الحجاب, بحيث إذا دعاه أجاب, وإذا سأله استحباب.

كما روي في حديث أبي هريرة: أنه – عليه السلام – قال عن الله تعالى: " علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به, غفرت له ".

وقوله: " وأنا معه إذا ذكرني " أي: بالتوفيق والمعونة, أو أسمع ما يقوله, " فإن ذكرني في نفسه" أي: سرا وخفية, إخلاصا وتجنبا عن الرياء " ذكرته في نفسي " أي: أسر بثوابه على منوال عمله, وأتولى بنفسي إثابته لا أكله إلى أحد من خلقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>