" وعنه: أنه قال عليه السلام: قال الله تعالى: الكبرياء ردائي, والعظمة إزاري
,فمن نازعني واحدا منها أدخلته النار ".
" الكبرياء " فعلياء كجرباء بمعنى: الكبر وهو الترفع على الغير, بأن يرى لنفسه
شرفا عليه, و" العظمة ": أن يكون الشيء في نفسه كاملا شريفا مستغنيا, فالأول
أرفع من الثاني, ولذلك مثله بالرداء, فكبرياء الله تعالى – والعلم عنده -: ألوهيته
التي هي عبارة عن استغنائه عما سواه واحتياجه إليه, وعظمته: وجوبه الذاتي الذي
هو عبارة عن استقلاله واستغنائه عن الغير, فإنما مثلهما بالرداء والإزار إدناء للمتوهم
من المشاهد, وإبرازا للمعنى المعقول في صورة المحسوس, فكما لا يشارك الرجل في
إزاره وردائه, ويستقبح طلب الشراك فيهما, لا يمكن مشاركة الباري تعالى في
هذين الوصفين, فإنه الكامل المنعم المستغني المتفرد بالبقاء, وما سواه ناقص محتاج
على صدد الفناء, كما قال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص:٨٨].
فكل مخلوق استعظم نفسه واستعلى على الناس فهو مزور ينازع رب العزة في حقه,
مستوجب لأقبح نقمه وأفظع عذابه, أعاذنا الله منه ومن موجباته.