هو الظاهر بنفسه, المظهر لغيره, ولا شك في أن الوجود إذا قوبل بالعدم كان الظهور للوجود, والخفاء للعدم, ولما كان الباري تعالى موجودا بذاته, مبرأ عن ظلمه العدم وغمكان طروه, وكان وجود سائر الأشياء فائضا عن وجوده, صح إطلاق لفظ النور عليه.
(الهادي)
هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى, والذي هدى خاصة عباده إلى معرفة ذاته, فاطلعوا بها على معرفة مصنوعاته, وهدى عامة خلقه إلى مخلوقاته, حتى استشهدوا بها على معرفة ذاته وصفاته.
والمحظوظ من هذا الاسم من الناس: من أرشد الخلق إلى الحق القوم, وهداهم إلى الطريق المستقيم, وهم الأنبياء, ثم العلماء الوارثون لهم.
(البديع)
المبدع: وهو الذي أتى بما لم يسبق إليه, وقيل: هو الذي لم يعهد مثله, والله سبحانه هو البديع مطلقا بالمعنيين, أما الأول فظاهر وأما الثاني, فلأنه لا مثل له في ذاته, ولا نظير له في صفاته وأفعاله, ومرجعه بالمعنى الأول إلى صفات الأفعال, وبالمعنى الثاني إلى صفات التنزيه.