لأنهم كانوا حضورا.
والكلمة: اللفظ الدال على معنى مفرد بالوضع, وقد يطلق على مركبات لها وحدة
اجتماعية – كما يقال: كلمة الحويدرة, لقصيدته – متسقة, من الكلم بمعنى الجرح,
لأنها مؤثرة في النفس كما يؤثر الجرح في البدن, وإنما سمي عيسى كلمة الله لأن خلقه
من غير ماء ونطفة يشبه إيجاد الإبداعات المحصلة لمجرد تعلق الإرادة والأمر, كما قال
تعالى: {إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} [يس:٨٢].
أو: لأنه تكلم في غير أوانه, [فسمي بالكلمة لذاته فصاحته وفرط استغراب الكلام منه,
كما سمي العادل] بالعدل, والمواظب على الصوم بالصوم, وما يتعجب منه بالعجب,
وأضيف إلى الله تعظيما له, أو: لأن كلامه كان خارقا للعادة خارجا عما عليه البشر.
وقوله: " ألقاها إلى مريم " معناه: أوصلها إليها وأوجدها فيها.
" وروح منه " أي: مبتديء منه, فإن سائر الأرواح