منكم, ما زاد ذلك في ملكي شيئا.
الخطاب مع الثقلين خاصة, لاختصاص التكليف, وتعاقب التقوى والفجور بهم, ولذلك فصل المخاطبين بالإنس والجن, ويحتمل أن يكون عاما شاملا لذوي العلم كلهم من الملائكة والثقلين, ويكون ذكر الملائكة مطويا مدرجا في قوله: " وجنكم " لشمول الإحسان لهم, وتوجه هذا الخطاب نحوهم لا يتوقف على صدور الفجور منهم, ولا على إمكانه, لأنه كلام صادر على سبيل الفرض والتقدير.
وقوله: " كانوا على أتقى قلب رجل " تقديره: على تقوى أتقى, أو: على أتقى أحوال رجل.
وفيه: " لو أن أولكم وآخركم, وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ".
(الصعيد): وجه الأرض, والمراد بقوله: " في صعيد واحد ": في مقام واحد, قيد السؤال بالاجتماع, لأن تزاحم السؤال وازدحامهم مما يدهش المسؤول عنه ويبهته, ويعسر عليه إنجاح مآربهم, والإسعاف إلى مطالبهم.
و" المخيط " بكسر الميم وسكون الخاء: الإبرة, وغمسها في البحر وإن لم يخل عن نقص ما, لكنه لما [لم] يظهر ما ينقصه للحس, ولم يعتد به العقل, وكان أقرب المحسوسات نظيرا ومثالا, شبه به صرف