٤٨٠ - ١٦٩٦ - وقال: " قال رجل لم يعمل خيرا قط لأهله, وفي رواية: أسرف رجل على نفسه, فلما حضره الموت أوصى بنيه: إذا مات, فحرقوه, ثم اذروا نصفه في البر, ونصفه في البحر, فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين, فلما مات فعلوا ما أمرهم, فأمر الله البحر, فجمع ما فيه, وأمرالبر, فجمع ما فيه, ثم قال له: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب, وأنت أعلم فغفر له "
" وعنه عليه السلام: قال رجل لم يعمل خيرا قط لأهله " الحديث.
المشكل فيه قوله: " فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ", فإنه يحتمل أن يكون من قول رسول الله صلوات الله عليه, ويكون معناه: أنه تعالى لو وجده على ما كان عليه, ولم يفعل به ما فعل فترحم عليه بسببه ورفع عنه أعباء ذنبه, لعذبه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين.
أو: لو ضيق عليه وناقشه في الحساب لعذبه أشد العذاب, من القدر وهو التضييق, قال الله تعالى: {ومن قدر عليه رزقه} [الطلاق: ٧] , أي: ضيق.
ويحتمل أن يكون من تتمة كلام الموصي, حكاه على غير لفظه, فيحتمل تأويلا آخر, وهو أن الرجل قد دهش من هول المطلع, فصار