للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا, إلا أن يتغمدني الله منه برحمته, فسددوا, وقاربوا, واغدوا وروحوا, وشيئا من الدلجة, والقصد القصد تبلغوا ".

" عن أبي هريرة: أنه - عليه السلام - قال: لن ينجي أحدا منكم عمله " الحديث.

المراد: بيان أن النجاة من العذاب والفوز بالثواب بفضل الله ورحمته, والعمل غير مؤثر فيهما على سبيل الإيجاب والاقتضاء, بل غايته أنه يعد العامل لأن يتفضل عليه, ويقرب إليه الرحمة, كما قال تعالى: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [الأعراف: ٥٦] ,

وقوله: " إلا أن يتغمدني الله ": إلا أن يحفظني برحمته كما يحفظ السيف في غمده, ويجعل رحمته محيطة بي إحاطة الغلاف بما يحفظ فيه.

" فسددوا ": بالغوا في التصويب والاستداد في الصراط المستقيم, " وقاربوا ": اقربوا إلى الله بكثرة القربات, والمواظبة على الطاعات, أو: اقتصدوا في الأمور, وتجنبوا عن طرفي الإفراط والتفريط, فلا ترهبوا فتشأم نفوسكم ويختل معاشكم, ولا تنهمكوا في أمر الدنيا فتعرضوا عن الطاعة رأسا, واعبدوه طرفي النهار وزلفا من الليل

شبه العبادة في هذا الأوقات من حيث إنها توجه إلى مقصد

<<  <  ج: ص:  >  >>