وسعي للوصول إليه بالسلوك والسير وقطع المسافة في هذه الأوقات.
" والقصد القصد " منصوب على الإغراء, أي: الزموا القصد, والتمسوا الطريق المستقيم, ولا تنحرفوا عنه, لما بني أول الكلام على أن العمل لا ينجي ولا يوجب الخلاص, لئلا يتكلوا على أعمالهم, قفاه بالحث على الأعمال, والأمر بالمواظبة على وظائف الطاعات, والاقتصاد في الأمور, لئلا يتوهموا أن العمل ملغي, وجوده وعدمه سواء, فإنه أقرب إلى النجاة, وأدعى إلى الخلاص.
...
٤٨٣ - ١٧٠٠ - وقال: " إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها, وكان بعد القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ".
" وعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه, يكفر الله عنه كل سيئة " الحديث.
" حسن إسلامه ": خلص, " كل سيئة كان زلفها " أي: قدمها, من الزلف, وهو التقدم, يقال: زلف وتزلف وازدلف: إذا تقدم, وزلفه تزليفا: قدمه, وقيل: جمعها واكتسبها.
" وكان بعد القصاص " أي: كان بعد الإسلام المقاصة والمجازاة, من القصص وهو التتبع للأثر, وسمي القود قصاصا, لأنه مجازاة الجاني بمثل فعله.