للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خاطب الأرض وناداها على الاتساع إرادة الاختصاص, وشر الأرض: الخسف والسقوط عن الطريق, والتحير في المهامه والفيافي, وما فيها من أحناش الأرض وحشراتها, وما يعيش في الثقب وأجوافها.

وقوله: " وأعوذ بك " تلوين للخطاب, وانتقال من الغيبة إلى الحضور للمبالغة ومزيد الاعتناء, وفرط الحاجة إلى العوذ به مما يعده بعد, ولذلك خصها بالذكر, وهي مندرجة فيما خلق في الأرض, وفيما يدب عليها.

و (الأسود): نوع من الحية أسود اللون, يقال: إنها أخبثها وأجرأها, فإنها تعارض الركب, وتتبع الصوت, ولذلك أفردها بالذكر, وجعلها جنسا آخر برأسها, ثم عطف عليها الحية.

" ساكن البلد " الإنس, سماهم بذلك لأنهم يسكنون البلاد غالبا, أو لأنهم بنوا البلدان واستوطنوها, وقيل: الجن, والمراد بالبلد: الأرض, يقال: هذه بلدتنا أي أرضنا.

" ووالد وما ولد " إبليس وذريته, وقيل: أراد آدم وذريته, ويحتمل أن يكون المراد جميع ما يوجد بالتوالد من الحيوانات أصولها وفروعها, وفي التعبير بهذه العبارة إيماء بأن العياذ إنما يحسن ويفيد إذا كان بمن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>