للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المزدلفة بعد أن تطلع الشمس حين تكون كأنها عمائم الرجال في وجوههم, وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس, وندفع من المزدلفة قبل أن تطلع الشمس, هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك ".

(من الحسان):

" عن محمد بن قيس بن مخرمة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أهل الجاهلية كانوا يدفعون من عرفة حين تكون الشمس كأنها عمائم الرجال في وجوههم قبل أن تغرب, ومن المزدلفة قبل أن تطلع الشمس, حين تكون كأنها عمائم الرجال في وجوههم, وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس, وندفع من المزدلفة قبل أن تطلع الشمس, هدينا مخالف لهدي الأوثان والشرك ".

شبه ما يقع من الضوء على الوجه طرفي النهار حين ما دنت الشمس من الأفق بالعمامة, لأنه يلمع في وجهه لمعان بياض العمامة, والناظر إذا نظر إليه يجد الضوء في وجهه ككور العمامة فوق الجبين.

والمعنى: أنا نخالف الجاهلين بتأخير الدفع من عرفة, وتقديمه من مزدلفة, لأن " هدينا " أي: طريقتنا " مخالف " لطريقتهم, فأخرج العلة مخرج الاستئناف للمبالغة, ووضع المظهر موضع المضمر, للدلالة على ما هو المقتضي للمخالفة والداعي إليها, وأضاف (الهدي) إلى " الأوثان " و" الشرك " والمراد: هدي أهلها, لأنهما كالآمرين لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>