للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا من عرَّفها, ولا يختلى خلاه " فقال العباس: يا رسول الله, إلا الإذخر, فإنه لقينهم ولبيوتهم, قال: " إلا الإذخر ".

(باب حرم مكة)

(من الصحاح):

" عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: لا هجرة, ولكن جهاد ونية, وإذا استنفرتم فانفروا ".

كانت الهجرة إلى المدينة بعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فرضا على كل مسلم مستطيع, ليكون في سعة من العبادة, متمكنا من الطاعة, بلا وازع ولا صارف, ولينصر رسوله في إعلاء كلمته وإظهار دينه, فلما فتح الله عليه مكة ونصر دينه على الأديان كلها انتهى وجوبها وانقطع حكمها, لزوال ما هو الموجب لها, فاعلم ذلك.

وقال: " لا هجرة " أي: [لا] وجوب لها ولا حكم بعد الفتح, ولكن بقي " جهاد ونية " في إعلاء الدين وإظهار الحق, ينالون بهما ثوابا ورتبة تدنو من رتبة المهاجرة.

وقوله: " إذا استنفرت فانفروا " حث على الجهاد وأمر بإجابة الداعي إليه, وإزاحة ورد لما يختلج في صدورهم من قياس الجهاد على الهجرة في سقوط الوجوب, لاشتراكهما في بعض المقاصد والأغراض.

<<  <  ج: ص:  >  >>