بالوعيد في الرواية الأخرى, فإن العتق من حيث إن له لحمة كلحمة النسب, فإذا نسب إلى غير من هو له كان كالداعي الذي تبرأ عمن هو منه, وألحق نفسه بغيره, فيستحق به الدعاء عليه بالطرد والإبعاد عن الرحمة.
وقوله:" بغير إذن مواليه ": ليس لتقييد الحكم بعدم الإذن وقصره عليه, وإنما هو للتنبيه على ما هو المانع, وهو إبطال حق مواليه والإهانة بهم, وإيراد الكلام على ما هو الغالب.
...
٥٧٩ - ١٩٩١ - عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها, أو يقتل صيدها, وقال: " لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه, ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ".
وفي حديث سعد: " أن يقطع عضاهها".
(العضاه): من أشجار الشوك, واحده: عضاهة.
...
٥٨٠ - ١٩٩٢ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا يوم القيامة.