القرى, يقولون: يثرب, وهي المدينة, تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد ".
" أمرت بقرية " أي: بنزولها واستيطانها, " تأكل القرى " أي: تغلبها وتظهر عليها, بمعنى: أن أهلها يغلب أهل سائر البلاد فتفتح منها, يقال: أكلنا بني فلان, أي: غلبناهم وظهرنا عليهم, فإن الغالب المستولي على الشيء كالمفني له إفناء الأكل إياه.
و" يثرب " من أسماء المدينة, سميت باسم واحد من العمالقة نزل بها, وكانت تدعى به قبل الإسلام, فلما هاجر الرسول - صلوات الله عليه - كره ذلك, لما فيه من إيهام معنى التثريب أو غيره, فبدله بـ (طابة) و (المدينة) , ولذلك قال: " يقولون يثرب, وهي المدينة " أي: هم كانوا يقولون ذلك, والاسم الحقيق بأن تدعى به هي المدينة, فإنها تليق بأن تتخذ دار إقامة, وهي (فعيلة) من: مدن بالمكان: إذا أقام به.
" تنفي الناس " أي: شرار الناس وهمجمهم, ويدل عليه التشبيه بـ (الكير) , فإنه ينفي خبث الحديد ورديئه, وقد صرح بهذا المعنى في الأحاديث التي بعدها.
...
٥٨٥ - ٢٠٠٤ - وقال: " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال, إلا مكة والمدينة, ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها, فينزل السبخة, فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات,