" وعنه, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب,
ولكن في التحريش بينهم ".
عبادة الصنم عبادة الشيطان, بدليل قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: {ياأبت
لا تعبد الشيطان} [مريم:٤٤] وإنما جعل عبادة الصنم عبادة الشيطان لأنه الآمر به
والداعي إليه.
و" المصلون ": المؤمنون, كما في قوله عليه السلام:" نهيتكم عن قتل المصلين ", وإنما سمي
المؤمن لأن الصلاة أشرف الأعمال, وأظهر الأفعال الدالة على الإيمان.
ومعنى الحديث: إن الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤمنين إلى عبادة الصنم, ويرتد إلى
شركه في جزيرة العرب, ولا يرد على هذا ارتداد أصحاب مسيلمة والعنسي ومانعي
الزكاة, وغيرهم ممن ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , لأنهم لم يعبدوا الصنم. وجزيرة العرب:
من حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن طولا, ومن رمل يبرين إلى منقطع سمارة –
وهي بادية في طريق الشام – عرضا, هكذا ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى. وإنما سميت جزيرة
, لأنها واقعة بين بحر فارس, والروم, والنيل, ودجلة, والفرات.
وقال مالك بن أنس - رضي الله عنه -: جزيرة العرب مكة والمدينة واليمن.
و" التحريش ": الإغراء على الشيء بنوع من الخداع, من: حرش الضب الصياد: إذا
خدعه, أي: يخدعهم ويغري يعضهم على بعض.