استعار منه أدراعه يوم حنين فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: " لا, بل عارية مضمونة ".
" عن أمية بن صفوان, عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار منه أدراعه يوم حنين, فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: بل عارية مضمونة ".
هذا الحديث دليل على أن العارية مضمونة على المستعير, فلو تلفت في يده لزمه الضمان, وبه قال ابن عباس وأبو هريرة, وإليه ذهب عطاء والشافعي وأحمد.
وذهب شريح والحسن والنخعي وأبو حنيفة والثوري: إلى أنها أمانة في يده, لا تضمن إلا بالتعدي.
وروي ذلك عن علي وابن مسعود, وأول قوله: " مضمونة " بضمان الرد, وهو ضعيف, لأنها لا تستعمل فيه.
ألا ترى أنه يقال: الوديعة مردودة, ولا يقال: إنها مضمونة, وإن صح استعماله فيه, فحمل اللفظ هاهنا عليه عدول عن الظاهر بلا دليل.
وقال مالك: إن خفي تلفه ضمن وإلا فلا, والعارية - مشددة الياء - مأخوذ من العار, منسوبة إليه, فإنهم يرون الاستعارة عارا وعيبا.
وقيل: إنها من التعاور, هو التداول.
***