هكذا مكتوب في نسخ "المصابيح", والشيخ أيضا أورده في "شرح السنة" مرويا عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري بهذه الصيغة, ونسخ البخاري مختلفة, ففي بعضها: (أعمر) , وفي بعضها: (عمر).
وقد زيف ما في الكتاب بأن (أعمرت الأرض) معناه: وجدتها عامرة وما جاء بمعنى (عمر) , وجوابه: أنه قد جاء أعمر الله بك منزلك بمعنى عمر, وذلك كان في جواز استعمال أعمرت الأرض بمعنى عمرتها, إذ الأصل في الاستعمال الحقيقة, وفي الحقائق اطردها, ومنطوق الحديث يدل على أن العمارة كافية في التمليك, لا تفتقر إلى إذن السلطان, ومفهومه دليل على أن مجرد التحجر والإعلام لا يملك, بل لا بد من العمارة, وهي تختلف باختلاف المقاصد بالمواضع.
...
٦٧١ - ٢٢٠٤ - وقال: ط لا حمى إلا لله ورسوله ".
" وعن صعب بن جثامة: أنه - عليه السلام - قال: لا حمى إلا لله ولرسوله ".
كانت رؤساء الأحياء في الجاهلية, يحمون المكان الخصيب, لخيلهم وإبلهم وسائر مواشيهم, فأبطله رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومنع أن يحمى إلا لله ولرسوله, بأن يحمى لمواشي الفيء والصدقة ونحوهما, كما حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم البقيع, وعمر رضي الله عنه الشرف والربذة, ولم ينكر عليه, وذلك يدل على جوازه للأئمة, وهو اختيار الشافعي وكثير من أهل العلم,