للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرفق, ثم لما راى الشغب من خصمه, صرح بالحكم, وأمر الزبير بأن يستوفي حقه, وقدر له ما يستحقه.

و" الجدر" - بفتح الجيم وسكون الدال غير المعجمة - المسناة التي تحول بين المشارب, وهي للأرضين كالجدار للدار.

وقيل: هو أصل الجدار, وروي - بالذال المعجمة -, فإن صح فالمراد به, مبلغ تمام الشرب ' مأخوذ من جذر الحساب.

و" أن كان ابن عمتك " بالفتح, قدر (بأن) أو (لأن) , وحرف الجر يحذف معها للتخفيف كثيرا, فإن فيها مع صلتها طولا, ومعناه: أن هذا التقديم والترجيح لأنه ابن عمتك أو بسببه, ولهذا المقال نسب الرجل إلى النفاق, وهو مردود بما روى البخاري بإسناده عن عروة: " أن الزبير كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار, شهد بدرا "وأهل بدر أرفع وأعلى من أن يظن بهم النفاق, بل الأولى أن يقال: إنه شيء أزله الشيطان فيه حينما استولى عليه الضجرة والغضب, ول يدر ما يقول, لا قول صدر عن روية واعتقاد.

وعدم تعزير الرسول صلى الله عليه وسلم إياه لسوء أدبه: دليل على جواز عفو التعزير.

وقوله: " فتلون وجهه " أي: تغير من الغضب, واحمر منه, حكمه حال غضبه مع نهيه عن أن يحكم القاضي وهو غضبان, لأنه ما اشتد غضبه بحيث يشوش فكره, أو لأنه معصوم من أن يقول في حالتي سخطه ورضاه إلا ما كان حقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>